أمضيت ليلتي في منزل صديقي أحمد عبد الدائم أحاول استيعاب الأمر ,, فأنا لم أفهم متغيرات المعادلة التي أطاحت بي بعدما كدت أمس النجوم وأعادتني ليس كما كنت بل ألقتني في قفص الإتهام في محكمة أقامها قلبي ونطقت فيها جوارحي واتحدت جميع جوارحي لتنطق بالحكم حضوريا على عقلي الذي بالغ في التصرف كعاقل و تناسى أمر محبوبته حتى استفاق فوجدها رحلت ...
ليس هذا أصعب ما قد أعانيه ,,,, لم ألحظ أنني قد تهت في بحور النو إلا عندما أيقظني الهاتف في تمام التاسعة صباحا ,, كانت هي التي تتصل ولا أدري إن كنت مازلت نائما وأن الذي يحدث ليس سوى حلم أم ما أعيشه هو الواقع وأنها تتصل فعلا ,, إليكم الحديث :-
( سارة ) ___ السلام عليكم ,, حضرتك فين ؟؟ تعالى بسرعة أنا عندكم في البيت عاوزاك في موضوع مهم ..
( أنا ) ___ وعليكم السلام ,, أيه خير ؟؟ فيه أيه ؟؟
( سارة )___ مش هينفع الكلام في التليفون تعالى حالا و انت تعرف كل حاجة ..
( أنا ) ___ بس أنا مش فاضي والد أحمد تعبان وأنا بركب له محاليل ومش هقدر أسيبه ..
( سارة ) ___ هتيجي ولا اجيلك أنا ,, الموضوع مهم جدا و لازم أشوفك ..
( أنا ) ____ طب خلاص نص ساعة و اكون عندك ان شاء الله ...
اتجهت نحو المنزل و أنا لا أدري كيف أنظر إليها ,, هل ستمتد يدي لتصافحها كالعادة ,, أم هي الآن باتت ملكا لرجل آخر يختص بها دون الجميع ,,, ماذا ستخبرني ,, كيف سأجاوب ,, كيف أحاورها ,, و أشياء لا تحصى تبادرت لذهني وظلت تطارد مخيلتي حتى وجدتني داخل المنزل واقفا بين يديها .....
( أنا ) _____ السلام عليكم ,,, عاوزاني في أيه يا ستي ؟؟؟.
( سارة ) __ انت منمتش كويس و لا بتتكلم كده ليه ؟؟
( أنا ) ______ سيبك مني أنا دلوقت ,, انت عاوزاني في أيه ؟؟؟
( سارة )____ بعدما جلسنا وحدنا في الصالون ,,, محد متقدم لي وأنا مش عارفه آخد قرار ,, أنا معرفش عنه حاجة وجيت أسألك عن رأيك ,, انت شايف أيه ؟؟
( أنا ) _____ أنا زيك بالظبط ,, محمد ابن خالتي بس أنا و هوه مش صحاب بالدرجة اللي تخليني أحكم عليه فمعرفش بصراحة أفيدك في الموضوع...
( سارة )____ انت مش كنت بتقول انك تقدر تحكم ع الانسان بمرد انك تشوفه حتى من غير ما تكلمه ؟؟ يعني أكيد عندك فكرة عنه ؟؟
( أنا ) ___ " وأنا أحاول الهروب و أتجنب إبداء و لو رأي بالسلب أو بالايجاب تجنبا للخلافات العائلية " مظبوط بس دا بالنسبة للحاجات العادية ,, بس مش لدرجة إني احكم على انسان في موضوع مهم زي كده ...
( سارة ) ____ شكلك خايف من عواقب قرارك يادكتور ,,, واضح ان الاعتبارات العائلية أهم عندك مني أنا ..
( أنا ) ___ " بعد نفس عميق " بصي يا سارة الموضوع دا أعتقد رأيك فيه مش هيكون محوري و اعتقد رغبة والدك هتتحكم في مسار الموضوع ,, وهنا أي حد هيتدخل هيقع في النص بين خالي و خالتي و أي كلمة تتقال ممكن تتسبب في خلافات عائلية أنا خصوصا مش حملها ..
( سارة )____ الكلام اللي انت بتقوله دا ملهوش أي لزمة بالنسبة لي ,, أنا جيت أسألك انت بس عشان تقول لي الجوازة دي تنفع ولا لأ بس واضح انك غير جدير بثقتي فيك ,, و انك أقل شجاعة بكثي مما كنت أتصور ,,
( أنا ) " بعدما شعرت أنها ستنصرف " سارة ,, محمد انسان مش وحش ,, هوه في فترة من فترات حياته كان وحش فعلا و يمكن محدش في العيلة يعرف الكلام دا غيري ,,, بس دلوقتي الراجل بيدرس وبيشتغل وإلى حد ما ناجح في حياته ,, وكمان عمتك هتكون حمى مثالية و اعتقد الأمور نظريا مبشرة بس القرار صدقيني مش هيكون بإيدك ابمواضيع دي بيدخل فيها حيثيات كتير عائلية حتى لو رفضتي ممكن خالي يوافق وساعتها مش هيكون أمامك أي خيار ...
( سارة )__ انت تعرف انه عاوزني مكملش جامعة و ادخل معهد قراءات جنب البيت بحجة انه مبيحبش مراته تروح الجامعة وتختلط بمجتمع مفتوح من البنات و الشباب ,, مش شايف ان دي أنانية منه ؟؟؟
( أنا ) ___ دي وجهة نظره و دا العرض اللي هوه مقدمة و انتم ياترفضوا ياتقبلوا وانتم أحرار ...
( سارة ) ___ واضح ان انا كنت غلطانة لما فكرت آخد رايك ,, كلامك كله عايم كأنك عاوز تقول حاجة و خايف ,, انت مش ابراهيم اللي أنا أعرفه أو اللي كان مسمي نفسه " الملك " ,, انت شخص خايف تقول شيئ لإنك عارف إنه هيغير الأمور و ممكن يزعل العيلة منك ,,, عالعموم ياريت تسترجع شجاعتك المعهودة وتتكلم قبل نا يكون الأوان فات ......
أسرعت نحو الباب ,, بضع ثواني و اختفت عن عيني ,, فسارعت نحو غرفتي و أغلقت الباب و ...............
ــــــــــــــــــــــــــ
بقلم :د/إبراهيم رأفت .
تعليقات: 0
إرسال تعليق